الاثنين، 28 نوفمبر 2011

انتخابات ..لبن تمر هندى

استيقظت ذلك اليوم على صوت اختى تردد "يلا عشان الانتخابات" .قمت وقاومت الام البرد الحاد بعد ان نصحنى احد الاصدقاء بعدم الذهاب والتأجيل للغد ولكن فى ظل " التخوين" قلت سأذهب اليوم الاول " الله اعلم ايه اللى هيحصل" قمنا بعمل رحله عائليه الى لجنه الانتخابات التى سيُدلى والدى فيها بصوته وهناك شاهدت طابور يمتد الى جوانب سور المدرسه وهى مساحه كبيره لا يستهان بها وقلت وقد تملكنى التفاؤل " الناس بدأت تفهم " لم اكن اعرف ان التكدس هذا وطول الطابور هو من تأخر وصول القضاه للجان ومن ثَم تأخُر اوراق الانتخاب وللعلك كانت الساعه 2 بعد الظهر  ..عدنا للمنزل حتى السادسه وانطلقنا مرة اخرى للآنتخاب وهناك وجدنا العدد ليس بالكثير وكانت اللجنه هذه المرة تخُص السيدات وفيها انا وامى اوختى وصعدنا وكانت المعركه سيدات شعبيات مثتدافعات نحو اللجان بشكل لا حضارى ولا انثوى وينم عن همجيه مطلقه وخوف من دفع ال " 500 ج ".
    لم يضايقنى البته ذلك المنظر بل شجعنى على خوض المعركه حتى النهايه ..وعندها اصتدمت به وسط الجمع الغفير من "الحريم" كان يتحدث بتلك النبرة اللتى تشبه "الوسوسة" فكان يوسوس فى أذنهن بخطوات الآنتخاب واقتبس منه :" عندك قوايم وعندك فردى اختارى حزب النور ومرشحين حزب النور م الفردى رمز المضرب والمسمار ..اوعى مترشحيش النور تبقى مصيبه علينا كُلنا " ووجدت لسانى يتدخل لا اعلم برغبه منى ام عقلى تحرك من تلقاء نفسه ووجدتنى اقول " يا استاذ كدة تحريض ومفيش دعايه ف اللجان اصلا دة مش قانونى " ووجهت كلامى للسيده والتى قالت بدورها "ايو فعلا فين حريه الراى انا انتخب اللى انا عايزاه " ..فأبتسمت وكان يغلُب عليها الطابع الشعبى ..فتحمست وتبعته حتى اننى خرجت من الطابور واتجهت ناحيه المكان الذى يقف فيه واذا به يكرر ما فعله مع اخرى ويكرر" تبقى مصيبه لو حد تانى غير النور " فتدخلت وهنا كشر عن انيابه وقال لى " مالكيش دعوة بنت خالتى واحرضها زى مانا عايز ليكى فيه " اهتزت ذقنه وهو يحدثنى بانفعال واهتز حيائى  بدوره بعد الاحراج وانطلقت أدلى بصوتى ..وكلن تلك الواقعه ليست الوحيده او الاقوى بين ما شاهدت ذلك اليوم الواقعه الاقوى والتى هزتنى بعثنف داخلى هى حسره الاستاذ عزت ابن الست ام عزت ...
   خرجت الست ام عزت المُسنه لتؤدى "فريضه الانتخابات" رغم سنها الكبير ولم تتخيل ان "البرتقان خلِص" فقد راجعت مرارا هى وعزت المرشحين والرموز التى ستختارها ولآنها كمعظم كبار السن فى مصر "أمية" دخلت لتنتخب رمز البرتقاله فأذا به يدخل عليها بطالته الباهيه وهاله من "الشعر الكثيف" تحت فمه وقالت اريد ان اختار رمز البرتقال ..فقال لها " يا حاجه البرتقان خلص النهارده مفيش برتقان فى فانوس وبس " وعلم هو على الورقه نيابه عن ام عزت والتى اسرعت لتحكى لآبنها عن الواقعه وكيف انها لم تستطع اخذ الورقه منه لتُدلى بصوتها حدثنى الاستاذ عزت وقد تمله الغضب يحكى وفى نبرته حُزن عميق وكسرة رهيبه تتعلق بخيبه الامل فقد بدا الناس يتشممون نسائم الديمقراطيه والان كفروا بها فبعد ان كان التغير قاب قوسين بعد ان ودعنا تلك العادات مع توديع الحزب الوطنى واملاء المرشحين .اصبح الامر الان من اختصاص السلفيين ..
   شهدت اكثر من حاله بنفسى يدخلون اللجان فقط ليختارو الفانوس وهم لا يعلمون من هو الفانوس وهل هو فعلا فانوس ليثنيـر ام هو فانوس ع الورق فقط ..توجيهات للفقراء استغلال للجهل سواء بالترهيب او بالآجبار ولقت ختم كلامى الاستاذ عزب بعباره " خلصنا من فساد مثبارك هندخل ففساد " الدقون " "  وقال محثا مصر "هو انتى عمك ما هتنضفى ابدااا "...ولخصت كلماته باقى كلامى ..
فيما من تتحدثون عن العرس الانتخابى اليوم ..احدثكم انا من حلوان اكتب وقد نشبت امامى الان العديد من الشجارات بسبب سوء التنظيم اقول لكم بعلو الصوت ..انتخابات لبن تمر هندى ..وسلملى على خالتك نزيهة